تحدث " تركي " قائلاً: استدنت من رجل مبلغ مائتي ألف ريال من أجل اتمام أحد المشاريع وبعد انتهاء المدة المحددة لإعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه، ولكني قمت بطرده وأنكرت انه اعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي اثبات.
توقف
تركي ثم واصل قائلاً : لم أكن أعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي، فبعد مضي ثلاثة
أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ما أملك وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة اثناء عودتهم من الدمام.
ويتابع:
وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه وطلبت منه أن
يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السنوات السبع فهما كل ما
بقي لي.
أما " نورة " وهي استاذة جامعية ومطلقة مرتين فقالت: حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع سنوات ، فبعد
طلاقي الثاني قررت الزواج بأحد أقاربي الذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته
وأولاده الخمسة حيث اتفقت مع ابن خالتي الذي كان يحب زوجة هذا الرجل على
اتهامها بخيانة زوجها .
وبدأنا في إطلاق الشائعات بين الأقارب ومع مرورالوقت نجحنا حيث تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق.
وتوقفت " نورة " والدموع في عينيها.. ثم أكملت قائلة : بعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل آخر ذي منصب أما
الرجل فتزوج امرأة غيري وبالتالي لم أحصل مع ابن خالتي على هدفنا المنشود،
ولكنا حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث أصبت بسرطان الدم، أما ابن خالتي فقد مات
حرقاً مع الشاهد الثاني بسبب التماس كهربائي في الشقة التي كان يقيم فيها
وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية.
قصة أخرى يرويها " سعد " فيقول: كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة أرض زراعية حاولت
كثيراً مع صاحبها أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل :قررت في النهاية
الحصول على الارض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً تثبت ملكيته للارض
التي ورثها عن والده، حيث أن أغلب الأهالي في القرى لا يهتمون كثيراً
بالاوراق الرسمية.
ويواصل:
أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين ألف ريال مقابل الشهادة أمام
المحكمة أنني المالك الشرعي للارض وبالفعل بعدعدة جلسات استطعت الحصول على
تلك الارض وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع ان الخبراء أوضحوا لي
أنها ارض صالحة للزراعة.
أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الارضية تتسلط عليها في وقت الحصاد لدرجة انني خسرت الكثير من المال .
وبعد
أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي قمت بإعادة الارض لصاحبها
فإذا بالارض التي لم تنتج قد اصبحت أفضل انتاجاً من مزرعتي اما الحشرات
فقد اختفت ولم يعد لها أياثر.
ويسرد " حمد " تجربته المريرة قائلاً: عندما كنت طالبا ًفي المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين احد الطلاب المتفوقين فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله.
ويتابع:
لا يمكن أن يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر ومعي
مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب ثم
طلبت من احد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت
الخطة بنجاح، وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات .
ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي صنعته بيدي ، فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى.
وقد
ذهبت للطالب في منزله أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه
سمعته بين أقاربه حتى صار شخصاً منبوذاً من الجميع وأخبرني بأنه يدعو عليّ
كل ليلة؛ لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة.
ولأن
دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد استجاب الله دعوته ، فها أنا
بالاضافة إلى يدي المفقودة أصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر!
ومع أني أعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت لأني أخشى عقوبة رب العباد.
لا أظن أحداً يجهل عقوبة الظلم ووعد الله حين قال عن دعوة المظلوم ( وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين) ،
ولكن الكثيرين ينسونها أو يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم سواء كان
الظلم من رئيس لموظفيه أو قاض لمن اشتكى لديه، أو ابن لابنه او أبناء
لوالديهم أو ظلم زميل لآخر ، أو الظلم الذي تقوم به البنوك حين تستدرج
البسطاء بقروض لتفرج الضائقة التي يمرون بها فإذا بها ترميهم في السجون أو
تنتهي بهم الى فقر أشد.
إنها رسالة بلا عنوان.. ترسل إلى كل من ظلم علها توقظه فإن لم يعد الى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة كما حصل لهؤلاء وغيرهم كثير تعرفونهم .