ما رأيكم في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولقد تكرر في قول الناس أن بعض العلماء أجازوه، ويقومون به!
الاحتفال
بالمولد ليس له أصل، بل هو من البدع التي أحدثها الناس في القرن الرابع
وما بعده، والمشهور أن أول من أحدثه الطائفة المشهورة الذين يقال لهم
الفاطميون، وهم حكام المغرب ومصر في المائة الرابعة والخامسة، أحدثوه في
المائة الرابعة باسم علي والحسن والحسين وفاطمة، واسم النبي -صلى الله عليه
وسلم-، واسم حاكمهم، ثم انتشر بعدهم، ولم يكن هذا في القرون المفضلة، ولا
في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلهذا ذكر المحققون من أهل العلم أنه
بدعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو
رد)؛ ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو
رد)، يعني فهو مردود، ولا عبرة بما يفعله اليوم بكثرتهم لأنهم توارثوا هذا
عن أسلافهم، والقاعدة التي درج عليها العامة والكفرة قبل النبي -صلى الله
عليه وسلم-: ..إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى
آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) سورة الزخرف، فليس في اتباع الآباء حجة إذا
كان عملهم ليس على أساس متين ليس على دليل، كما أن أعمال الكفار ليست حجة؛
ولهذا أنكر الله عليهم ذلك وأمرهم باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم
يجعل لهم عذراً في اتباع أسلافهم، بل عابهم على ذلك، فأنت أيها المؤمن
كذلك، ليس لك أن تتبع أباك ولا جدك ولا أهل بلدك إلا فيما شرعه الله، أما
ما نهى الله عنه فليس لك أن تتبعهم ولو كثروا، ولو أن أهل بلدك صاروا
يشربون الخمر، فليس لك أن تفعله معهم، ولو كانوا يزنون كذلك، ولو كانوا
يعقون والديهم ليس لك أن تفعل مثلهم، وهكذا إذا فعلوا البدع ليس لك أن
تتبعهم، بل تدعوا لهم بالهداية، تنصحهم توجهم إلى الخير، ولا تفعل معهم ما
حرم الله من البدعة، كما أنك لا يجوز لك أن تفعله معهم الزنا أو الخمر أو
العقوق أو الربا أو ما أشبه ذلك.