ملخص السؤال:
فتاة تزوجتْ شابًّا رغمًا عن أهلها، وقاطعوها، والآن هي نادمة على ذلك، وتسأل: هل أطلب الطلاق لأرضي أهلي؟
♦ تفاصيل السؤال:
فتاة تزوجتْ شابًّا رغمًا عن أهلها، وقاطعوها، والآن هي نادمة على ذلك، وتسأل: هل أطلب الطلاق لأرضي أهلي؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدَّم لي
شابٌّ على خُلُق ودينٍ، وصليتُ صلاة استخارة، وأحسستُ براحةٍ نفسيةٍ
شديدةٍ، وأحسستُ أني أُحبه لأنه يحبني، فقد عمِلْتُ معه مدةً وعرَفتُه
وألفتُه.
أنا مُصابةٌ بالوسواس القهريِّ، وكثيرًا ما أرْكَنُ إلى التضحيات الزائدة وتتهيَّأ لي أشياء كثيرةٌ!
جاء الخاطب لأبي،
ورُفِض لأنه ليس مُوَظفًا، ولأنَّ شكله غير حسن، وشقته صغيرة، وأقل مني في
المستوى العلمي، حاولتُ إقناع أبي بأنه يحبني، وأنه شابٌّ طيب، فرفض
ووبَّخني، وقال: إن اختيارك خاطئ!
تزوجتُه بعد عناءٍ، وكنتُ سعيدةً في بداية حياتي، لولا بعض الظروف المادية، وإصابتي بالوسواس، ومشكلتي مع أهلي، وتأنيب ضميري لأني لم أطعهم في رأيهم.
قاطعني أبي وأمي، وهما لا يردان على هاتفي، ولا يريدان أن أذهبَ إليهما.
مِن داخلي
أريد أن أتركه من أجْلِ مقاطعة أهلي لي، لكن في المقابل لن أجد مثله،
فمعاملتُه طيبة وهو حسن الخلُق معي، لكن مشكلته الوحيدة أنه لا يُصلي، على
الرغم من أنه ذو دين وخلُق، لكنه يحاول أن يُصلحَ هذا العيب كما يقول!
لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أطلب الطلاق لأُرضي أهلي؟ ولا أعلم هل أكون بذلك مُخطِئة أو لا؟
الجواب
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
عزيزتي، يظهر لي مِن كلامك أنك مُشَوَّشة التفكير، وأنك مُتَخَبِّطة في أفكارك ومشاعرك وتصرُّفاتك.
قلتِ في البداية: إنك تزوجت الخاطب الذي تقدَّم لك بدون رضا والديك؛ لأنه ذو دين وخُلُق، ثم قلتِ: إنه لا يُصَلّي!
ربما يكون ذا أخلاقٍ، لكن كيف يكون ذا دينٍ وهو لا يُصَلّي، فما هو الدين في نظرك والصلاة عماد الدين؟ وكيف لك أن تتزوجي بشخصٍ وأنت تعلمين أنه لا يُصَلّي؟!
رفْضُ والديك له لأنهما يريدان لك الأفضل،
وما مضى فات، وعليك التفكير في إصلاح أخطائك، وطلب السماح والصفح مِن
والديك وزيارتهما، تَوَسَّلي لهما بأن يسامحاك، وأظْهِري الندم على ما
فعلتِه، واطْلُبي رضاهما، كما أنصحك بأن تطلُبي منهما النصيحة، فهما أعلم
منك وأكثر خبرة منك في هذه الحياة، لا تغضبي لو لم يقبلْ عُذرك، فقد أخطأتِ
في حقِّهما وخالفتِ أمرَهما، عُودي وألحي بطلَب رضاهما عنك.
ركِّزي في تصرُّفاتك، وفكِّري في النتائج
المترتِّبة عليها، تروَّي في اتخاذ قراراتك، لا تتسرعي في طلب الطلاق كما
تسرعتِ في الزواج، أخْبِري زوجك بأنه يجب أن يحافظَ على الصلاة، وأنه شرطُ
استمرارك معه، وأكْثِري من الدعاء له بالهداية، واسألي الله أن يُلْهِمَك
الصواب.
أسأل الله العليَّ العظيمَ أن يُريك الحق حقًّا ويرزقك اتّباعه، ويُريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابَه
وأن يُفَرِّج همك ويُيَسِّر أمرَك