12 نوفمبر، 2014

توازَن .. لا تقع

اسمع إلى هذا التوازن الرائع الذي نجح في بلوغه الصحابي الجليل الزبير بن العوَّام رضي الله عنه ، وتعليمه لنا معنى الزهد الحقيقي ، وذلك في ما رواه عنه عمر بن قيس قال :
" كان لابن الزبير مائة غلام ، يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى ، فكان ابن الزبير يُكلِّم كل واحد منهم بلغته ، فكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت : هذا رجل لم يُرِد الله طرفة عين ، وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت : هذا رجل لم يُرِد الدنيا طرفة عين " .
إنه الاحتراف الإيماني بشقيه الدنيوي والأخروي ، وبلوغ المؤمن أقصى ما يبلغه صاحب دنيا من علوم وفنون ، وما يبلغه صاحب آخره من تقوى واهتداء ، وما أحوجنا اليوم إلى أحفاد ابن الزبير ، نريد المؤمن الثري الذي يضرب بماله في كل تجارة ويربح في كل سوق ، ثم هو مع ذلك الزاهد الورِع الذي يسخِّر ماله لنصرة الدين ونفع المسلمين .. نريد الناس إذا مدحوا ثريا بكثرة ماله التفتوا إلى تقواه فزادهم إيمانا واقتداء .. نريد أن نكسر احتكار ملايين اللاهين والعابثين لثروات الأمّة .. نريد أن نذكر أن عثمان اشترى الجنّة بماله ، وأن مال أبي بكر هو أكثر ما نفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك نريد أن نفعل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ البجيدي الاسلامية ©