" نجاح رغم الصمم ! "
ولد الرافعي في قرية (بهتيم) بمحافظة القليوبية عام 1880م، واستقر فيما بعد في مدينة طنطا وعاش فيها كل حياته .دخل الرافعي المدرسة في نحو الثانية عشرة من عمره، فأتم الدروس الابتدائية ولكنه لم يتجاوزها، إذ أصيب بمرض شديد لم يتركه إلا بعد أن أثر في أعصاب سمعه، فأخذ سمعه يضعف ويثقل حتى أصبح أصم وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، فلم يعد يصله من أحاديث العالم من حوله شيء .
انكب الرافعي على الدرس والمطالعة، وحصل على عمل فعهدت إليه الكتابة في بعض المحاكم الشرعية، واستقر أخيرًا في محكمة طنطا، يتولى الكتابة فيها إلى يومه الأخير .
ولم يساعده الصمم على الاختلاط الكثير بين الناس، ولكنه كان حسن العشرة دقيقًا في أعماله، كما عرف فيه شدة تدينه وغيرته على التقاليد الموروثة عن السلف .
لقد أثرى الرافعي معلوماته اللغوية, بحفظ القرآن الكريم, والحديث النبوي ومواقف أعلام الإسلام, وشعر القدماء والمحدثين وخطبهم وآثارهم، وكان شاعرًا مبدعًا، وكاتبًا بارعًا, ومؤرخًا وناقدًا .
ترك الرافعي رغم حياته القصيرة نسبيا تراثًا أدبيًا وفيرًا، فقد خلف ديوانين في الشعر إضافة إلى كتب أدبية عديدة وقصائد متفرقة .
* هكذا هم الناجحون يحولون أية عقبة في طريقهم, إلى تحد يرسمون به قصة إبداع باهرة .
تعليقات
إرسال تعليق