ج : الحور العين نساء لا يعلم مقدار حسنهن وجمالهن إلا الذي
خلقهن ، ولكنهن جميلات طيبات حسنات الأخلاق والسيرة ، وإذا رآها المؤمن
عرف حالها ، إذا دخل الجنة رآهن وعرفهن ، وعرف أخلاقهن وجمالهن ، لكن الآن
يعرفن بإخبار النبي عليه الصلاة والسلام ، وما ذكر الله عنهن في القرآن
وأنهن حور عين ، والحوراء البيضاء الجميلة الحسنة العين ، هذا من جمالها ،
وأما كمال الجمال يعرفه الإنسان إذا دخل الجنة ، جعلنا الله وإياكم من
أهلها ، المقصود أنهن نساء خلقهن الله جل وعلا ، لإكرام أهل الجنة ولنعيم
أهل الجنة من الرجال ، ولا يعلم المادة التي خلقن منها إلا الله الذي خلقهن
سبحانه وتعالى ، بخلاف نساء الدنيا خلقن من ماء مهين معروفات ، ويكن في
الجنة في غاية من الجمال ، وتزوج النساء في الجنة على حسب ما تقتضيه
أعمالهن الصالحة ، فالله جل وعلا هو الكريم الجواد ، وهو الذي يزوجهن في
الجنة ، سواء كان بأزواجهن في الدنيا أو بغير أزواجهن في الدنيا ، أما
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهن له في الآخرة ، عليه الصلاة والسلام ،
وأما الناس فالله أعلم ، جاء في هذا أحاديث فيها نظر ، وأن المرأة إذا كان
لها أزواج تخير وتختار أحسنهم خلقا ، ولكن لا يعلم الحقيقة إلا الله
سبحانه وتعالى ، فقد تكون لزوجها وقد تكون لغير زوجها ، ويعطى كل زوج من
الحور العين ما شاء الله منهن ، على حسب أعماله الصالحة وتقواه لله جل وعلا
، ولكل واحد زوجتان من الحور العين ، غير ما يعطى منهن زيادة على ذلك ، كل
واحد له زوجتان من الحور العين ، هذا أمر معلوم ، لكن الزيادة الله الذي
يعلم مقدارها ،